المحادثات الصوتية هي الخطوة القادمة في تطوير تطبيقات الدردشة

0/5 الأصوات: 0
الإبلاغ عن هذا التطبيق

وصف

معظم برامج الدردشة لا تتصف بالغاعلية بالوقت الحالي، إلا أنها تتجه نحو التطور، حيث من المتوقع أن الابتكارات الجديدة ستعمل على جعل برامج الدردرشة ذات طابع شخصي، فستطور التكنولوجيا الجديدة أهم وسائل التواصل الأساسية المستخدمة، وذلك بفضل انتشار خاصية التمييز الصوتي الملائم، ومساعدة الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى سماعات الرأس اللاسلكية (وهذه العناصر جميعاً اصبحت سهلة الامتلاك ورخيصة السعر).

لذلك سيطلق على العصر القادم تسمية عصر الصوتيات، حيث سنتمكن قريباً من الاستماع إلى تطبيقات الرسائل التي ستشكل بديلاً ملائماً عن الرسائل المكتوبة والمقروءة (ما سيجعل حياتك سهلة وسريعة).

لماذا في الوقت الراهن؟

ستتيح لنا الرسائل الصوتية إمكانية التواصل خلال قيامنا بأنشطة متعددة، أو في حال عدم رغبتنا بالبحث في قوائم الهاتف أو حتى داخل حقائبنا، أو عندما نكون مشغولين، أو أثناء الحركة والعمل.

وتعتقد ماري ميكر، الخبيرة بالتقنيات الحديثة، أن الصوت سيكون من أكثر نماذج مدخلات الحوسبة فعالية. حيث قالت:

يتمتع الإنسان بالقدرة على نطق حوالي 150 كلمة في الدقيقة بينما يستطيع كتابة 40 كلمة فقط. ويستطيع التواصل الصوتي عن طريق معرفة الأسلوب الخاص بنا من تحسين قدرة التنبؤ بما نريد فعله، بحيث نستطيع القيام بالمهمات التي نريدها بشكل مباشر بدلاً من تصفح الشاشة الرئيسية

mary-meeker-voice-interfaces

ما الأسباب التي ستدفعنا إلى استخدام التقنية الصوتية؟

صرح اندرو انج، كبير الخبراء في (بايدو):

سنقوم جميعنا بإعتماد التقنية الصوتية بشكل دائم، عندما ترتفع الدقة في خاصية التمييز الصوتي من 95% إلى 99%

(وكملاحظة سريعة بخصوص التصريح السابق، أظن أن معظمكم يتذكرون بداية ظهور الهواتف المحمولة والأوامر الصوتية التي كانت لا تتميز بقدرة على التمييز، حيث كان يتوجب عليك أن تدخل لغرفة منعزلة وهادىء حتى تعطي أمر صوتي واضح للهاتف، إلا أن تتطور التقنيات سيسمح لك بالحصول على نتيجة جيدة حتى لو كنت في وسطٍ مليءٍ بالأصوات)

وfacebook-voice-to-textبحسب إحصائيات (أليكسا أمازون) لتصورات العملاء والمطورين فإن الطلب يتزايد بشكل كبير على الدعم الصوتي، واستخدام مواقع البحث.

على أي حال، يوجد في الوقت الراهن قيود على استخدامات التواصل الصوتي في محادثات الدردشة. حيث تتوفر بعض الأوامر الأساسية في أجهزة (الأندرويد)(Siri) (iOS)، إلا أنه يعتبر الحصول على قراءة صوتية لأي من الردود أو التعليمات أمراً مرهقاً. كما يتزايد استخدام الاتصال الصوتي عبر الإنترنت، حيث يقوم حوالي 300 مليون مستخدم لبرنامج الدردشة (مسنجر) على (الفيسبوك) من أصل مليار مستخدم ، باستخدام ميزة مكالمات الفيديو بشكل هائل كل شهر.

ومازالت معظم التطبيقات تتأرجح بين التنسيق أو التفاعل عبر الصوت في برامج الدردشة، حيث أنها لا تتيح المجال أمام المستخدمين من الاستماع الفوري إلى إشعارات الدردشة، أو لا تتمتع بميزة القراءة الصوتية للرسائل، أو تسجيل رسائلك الصوتية. إلا أن ذلك سيتغير في القريب العاجل.

من هي الشركات التي تقوم بالتغيير؟

حازت شركة (فيسبوك) على تقنية (Wit.ai) وهي واجهة البدء الصوتية باللغة الأم في عام 2015، إلا أنها لم تقدم هذه التقنية بشكل علني بعيداً عن برامج الدردشة. ومازالت (فيسبوك) تختبر ميزة القدرة على إرسال رسائل المقاطع الصوتية التي تتحول تلقائياً إلى نص مكتوب حيث يتمكن المتلقي من قراءتها عوضاً عن سماعها.

وصرح دايفيد ماركوس رئيس قسم الماسنجر في (فيسبوك):

نحن لا نعمل بشكل مكثف حالياً على ميزة التفاعل الصوتي، ولكن من المتوقع أن يشمل التطوير الذي نقوم به على الميزات ووسائل التفاعل في مسنجر على التفاعل والتواصل الصوتي

كما أعلنت (فيسبوك) بعد امتلاكها لشركة (واتس أب) عن توفر الميزة المترافقة لنظام التشغيل (iOS10) على أنظمة تشغيل (Siri)، وبذلك تفسح المجال أمام المستخدمين لطلب الاتصال بشخص ما أو إرسال رسالة له. ومن المتوقع بحسب تقرير نشرته (VentureBeat) أن تقوم فيس بوك بتطوير ميزة مشابهة لبرنامج المسنجر.

وتطمح (فيسبوك) للوصول إلى طريقة تستطيع من خلالها التميز بين الأسلوب الصوتي للمستخدمين أثناء التواصل فيما بينهم، والأسلوب الذي يستخدمونه أثناء التواصل مع أجهزة الحاسب. وقامت أحد المصادر في العام الماضي بالكشف عن تحقيقات سرية يقوم بها الفريق التقني لشركة (فيسبوك) في سبيل تحقيق هذا الإنجاز.

whatsapp-siri-02
صورة توضيحية عبر (VentureBeat) لميزة طلب ارسال رسالة عبر برنامج (واتس أب)

أصبحت الايقاعات، ونغمات، والمفرادت الصوتية أكثر احترافية عندما نتوجه إلى الحواسيب، أو عندما نتكلم مع الأصدقاء، أو عند التكلم بسرعة باللغة العامية والرائجة والممتلئة بالمشاعر. حيث تتيح إمكانيات مميزة أثناء التحدث، فعلى سبيل المثال تستطيع أن تطلب من (جوجل) البحث عن أقرب مطعم باستخدام عبارة:

أين يوجد مطاعم رائعة لتناول الطعام؟

بدلاً من:

أظهر لي المطاعم القريبة ذات تصنيف أربع نجوم

وتحتاج شركة (فيسبوك) لتطوير محرك تمييز صوتي جديد لتكون قادرة على نسخ، وقراءة، وتحليل طريقة تحدث المستخدمين مع أصدقائهم.

إصدار (جوجل) لتطبيق الدردشة الصوتية (ألو).

تستعد (جوجل) في الوقت الحالي لإطلاق تطبيق الرسائل الصوتية (ألو). حيث يتيج التطبيق للمستخدمين إرسال المقاطع الصوتية بسرعة فائقة، كما يتيح لهم التحدث لمساعد الذكاء الاصطناعي google-alloللجوجل، والحصول على المساعدة في إيجاد وصفات الطعام أو الحصول على إرشادات الطريق. ومن المحتمل أن يتمكن المستخدمون من خلال تطبيق (ألو) أن يطلبوا الشخص
أو الشي الذي يريدونه في رسالة، حتى ينقلها المساعد للمتلقي عبر أفضل وسيلة ملائمة.

[تحديث معلومات: أعلنت (جوجل)، في أثناء التحضير لنشر هذا المقال، عن حصولها على واجهة التشغيل الصوتية باللغة الأم (API.ai)، مما يفسح المجال أما (جوجل) للقيام بدراسة معمقة على أصوات الناس وأسلوبهم في تركيب الكلمات لمعرفة التفسير الدقيق لما يقصدونه أثناء كلامهم.]

تستطيع شركات التكنولوجيا العملاقة مثل (فيسبوك) و(جوجل) عن طريق تحليل مشاعر وطباع المستخدمين التي تظهر عبر الاستخدام المتكرر للرسائل الصوتية، من تطوير خدماتها لتحمل طابع شخصي.

ومن المتوقع ظهور المزيد من تطبيقات المراسلة التي تتيح ميزة التراسل الصوتي، وذلك بفضل انتشار شاشات البدء الصوتية (APIs) مع ميزة مساعد الذكاء الاصطناعي. ويعمل المطورون على إنشاء برامج المحاكاة المصممة لتفسير الأوامر الصوتية على منصات (فيسبوك مسنجر)، و(التيليجرام)، و(سلاك).

والتي لا تتطلب من المستخدم أن يقوم حتى بفتح هاتفه.

ويوفر الجيل الجديد من سماعات الأذن التي تعمل على (بلوتوث) مذياع (ميكروفون) لتواصل المستمر. وتستطيع شركة (أبل) تعميم تجربة سماعات الأذن (AirPods) حيث يتمكن المستخدمون من وضع سماعات الأذن اللاسلكية لفترات زمنية طويلة لأنها تتميز بالأناقة والراحة.

وفي هذا السياق، سيتمكن المستخدمون من إنشاء وإرسال رسالة عن طريق النقر على سماعات الأذن أو عبر التحدث إلى مساعد الذكاء الإصطناعي، كما ستتحول ميزة التفاعل الصوتي من إضافة ممتعة كباقي الإضافات مثل إرسال الهدايا أو الملصقات، لتكون جزء أساسي في جميع تطبيقات الدردشة. مما يوفر وقت إضافي للاستمتاع بمشاهدة العالم من حولنا عوضاَ عن التحليق بشاشات الهواتف الصغيرة.